عواصم وكالات الأنباء باريس من نجاة عبد النعيم: شهدت الولاياتالمتحدة أمس أحداثا ساخنة بعد أن رفض محتجو حركة احتلوا وول ستريت المناهضة للرأسمالية الاستسلام لحكم قضائي يمنعهم من نصب الخيام في ساحات المدن, حيث عادوا إلي مقر اعتصامهم في نيويورك بعد ساعات من إغلاقه من قبل الشرطة, في حين استكمل طلبة الجامعات نشر مخيماتهم في الحرم الجامعي في تحد صارخ لأوامر السلطات. ففي نيويورك, أصدر قاض أمريكي بمحكمة نيويورك العليا حكما بتأييد حق البلدية في إخلاء مخيم محتجي وول ستريت في منتزه زوكوتي الواقع بحي المال الشهير في المدينة, وذلك بعد ساعات من الحملة المفاجئة التي شنتها الشرطة الأمريكية أمس الأول لفض اعتصام منتزة زوكوتي, مركز انطلاق الحركة المناهضة للتفاوت الاقتصادي وجشع الشركات منذ سبتمبر الماضي. وقال القاضي مايكل ستولمان في حيثيات حكمه أن مدينة نيويورك لها الحق في منع إقامة الخيام في منتزة زوكوتي, ولكنه أكد في الوقت نفسه علي حق المحتجين في التعبير عن آرائهم والعودة إلي المنتزه ولكن دون خيام. وبعد إصدار هذا الحكم, أعادت الشرطة فتح المنتزه أمام المحتجين الذين تدفقوا واحدا تلو الآخر الي المنتزة, ولكن هذه المرة دون خيام أو تجهيزات للمبيت, وتجمعوا إلي أن وصل عددهم1200 شخص, وأخذوا يرددون طول اليوم.. طول الأسبوع.. احتلوا وول ستريت. وفي تطور مثير للأحداث, فتحت الشرطة الأمريكية النار علي شخص مسلح في جامعة كاليفورنيا لدي اقتحامه معمل الكمبيوتر في كلية الأعمال بالجامعة مشهرا مسدسه, مما أسفر عن إصابة الشخص ونقله إلي المستشفي حيث يجري استجوابه. وقالت الشرطة إنه حتي الآن لا يوجد مؤشرات تدل علي علاقة الحادث بحركة احتلوا كاليفورنيا, كما نفي أعضاء الحركة في بيان علي موقع تويتر علاقة الحادث بالاحتجاجات التي تشهدها الجامعة. وعقب ساعات من الحادث, احتشد الآف الطلبة من أنصار حركة احتلوا الجامعات في جامعة كاليفورنيا وأعادوا نصب خيامهم في الحرم الجامعي في تحد للشرطة التي أخلت مخيمهم في الجامعة الأسبوع الماضي. كما استمر طلبة جامعة هارفارد أيضا في نشر خيامهم للاعتصام في حرم الجامعة احتجاجا علي ما وصفوه بتعليم جامعتهم المرموقة لنسبة1% التي تسببت في الأزمة المالية العالمية. واتهم الطالبة جامعة هارفارد بأنها تقوم بتخريج الصفوة من المصرفيين الذين تسببوا في إضعاف الأقتصاد الأمريكي, مطالبين الجامعة بمشاركة عادلة في عالم اقتصادي أكثر عدلا. وكان البيت الأبيض قد أعلن أمس الأول عقب تفكيك خيام المعتصمين في نيويورك أن كل مسئولي المدن الأمريكية هم المسئولين عن تقرير كيفية التعامل مع المظاهرات في مختلف أنحاء البلاد. وفي واشنطن, خرج أكثر من300 شخص من أعضاء حركة احتلوا واشنطن في مظاهرة أمام البيت الأبيض, داعين الرئيس باراك أوباما إلي الانضمام إليهم وتأييدهم, ولكن علي ما يبدو أن المتظاهرين لم يكونوا يعلمون أن رئيسهم في زيارة إلي أستراليا. وفي فرنسا, أخلت الشرطة الفرنسية أمس مخيم أنصار حركة الغاضبون المناهضة للرأسمالية في باريس, وأعلنت السلطات أن الإخلاء جاء لتنظيف منطقة الاعتصام وليس لطرد أو اعتقال المتظاهرين. ولكن مؤيدي الحركة اتهموا الشرطة باستخدام العنف أثناء فضها الاعتصام. كما فككت سلطات الأمن الاسترالية خيام حركة احتلوا ملبورن واعتقلت ثلاثة أشخاص لرفضهم تنفيذ أوامر المدينة بضرورة إزالة الخيام. وفي نيوزيلاندا, أعربت قيادات كنسية عن تأييدها للاحتجاجات الشعبية ضد جشع الشركات, بينما دعت المجالس البلدية بالبلاد المتظاهرين إلي فض معسكراتهم.