تعد أزمة السولار خطيرة وموجعة ويجب ألا تحدث.. فكان هناك تناقض واضح في كلام المسئولين عنها, فالبعض يشير الي تضاعف كميات الاستهلاك. ويجري إمداد المحطات بكميات اكبر من المعدلات المعتادة منذ3 أيام بلا فائدة, والأزمة الآن سلوكية, حيث يجري طلب السولار في جراكن للتخزين, والبعض الآخر, أفادوا ان هناك عجزا في السولار, ويحدث تزاحم ومشادات بين السائقين.. وبعد جولة المحطات نقلنا الامر امام المسئولين, حيث أكدت هيئة البترول ان المشكلة مفتعلة والتكالب غير حقيقي من الناس, فمحطات شحن سيارات شركات البترول التي تنقله للمحطات لم تمتنع عن تلبية احتياجات الشركات في اي وقت, والمشكلة سوء سلوك وتخوف غير حقيقي, فمصر تنتج نحو75% من استهلاكها الذي يبلغ40 مليون لتر يوميا, كما ان مستودعاتنا بها رصيد يكفينا نحو شهر, والمراكب تمدنا بالكميات المطلوب استيرادها. فمن السبب وراء هذه الازمة المفتعلة؟ وكيف سيتم التغلب عليها وماهي احتياجات مصر ورصيدها؟.. هذا ماتكشف عنه تحقيقات الأهرام. والأزمة كما يراها عاطف صابر وكيل مصر للبترول في بني سويف أسفرت عن عدم توافر المنتجات البترولية اللازمة لتشغيل المحطات منذ ايام, والنتيجة لذلك كانت ولاتزال توقف محطات الشركة بمحافظات( بني سويف, والفيوم, والجيزةقبلي), أما سبب الأزمة فيرجع الي عدم وجود مستودع لشركة مصر للبترول في المحافظات الثلاث مما ادي الي ضعف كفاءة تشغيل المحطات, وتوقفها عن العمل, الي جانب عدم توافر ناقلات كافية, وسليمة لنقل السولار من المستودعات في الإسكندرية والسويس والقاهرة الي المحطات بالجيزة, والفيوموبني سويف, والتي يتم تخصيص كميات قليلة لها, ومن أسباب الأزمة مشاكل نولون الشحن لهذه المناطق, حيث ترفض سيارات نقل السولار السفر الي المناطق البعيدة لثبات سعر النولون.
مشاجرات صعايدة وفي محطة مصر للبترول بمازورة التابعة لمركز سمسطا ببني سويف, تصاعدت الازمة, بسبب نقص السولار, مما ادي الي تدافع السيارات, والمزارعين للحصول علي السولار, وقد نشبت العديد من المشاجرات لعدم تلبية احتياجات المواطنين, وتوافد العاملون في افران الخبز علي نفس المحطات ايضا لتوفير السولار اللازم لتشغيل الافران, ولاتزال محطات مصر للبترول في الجيزةوالفيوم, وبني سويف تواجه نقصا كبيرا في الكميات, غير انه تم حلها جزئيا, ولمدة24 ساعة منذ عدة ايام, حيث استقبلت محطة مصر للبترول في سمسطا ببني سويف, وغيرها من المحطات بالمحافظة نحو20 الف طن سولار عقب الاستغاثات التي بعث بها الوكلاء في المحافظات الثلاث الي المهندس سامح فهمي, والي رئيس الهيئة العامة للبترول, ونفدت فور وصولها بسبب إقبال المستهلكين عليها خوفا من استمرار الازمة, وارتفاع الاسعار. بينما يحذر احد المزارعين ويدعي محمد عبدالعزيز من خطورة استمرار ازمة نقص السولار علي المحاصيل الزراعية, التي اصبحت مهددة بالجفاف نتيجة عدم قدرة المزارعين علي ري اراضيهم بسبب توقف ماكينات الري عن العمل لنقص السولار, خاصة في ظل عدم توافر وسائل بديلة للري. ففي احدي محطات التمويل بمنشية ناصر يقول صاحبها ان السولار لم يعد متوافر الآن بالكميات نفسها, بل قلت للنصف فقد وصلت لي كمية(30 ألف لتر) امس الأول ليلا وانتهت قبل طلوع النهار لوجود تزاحم شديد, وسوء تصرف من بعض السائقين وكان في انتظار سيارة اثناء حديثي معه تحمل السولار ويشير الي ان معدلاتي اليومية التي كنت احصل عليها قبل الازمة نحو50 الف لتر لكنها انخفضت لاننا لسنا تابعين للقطاع العام مثل مصر للبترول والتعاون, حيث يتم صرف متطلباتهم في اي وقت ودون توقف, ولو جاء لي100 الف لتر يوميا ستباع في الحال, فالطلب عال خلال هذه الايام, وسألته عن مشكلة تلبية احتياجات سيارات المدارس اكد ان لها الاولوية. أما الحاج فتحي المشطاوي فلديه توكيل من إحدي شركات البترول الحكومية فيشير إلي أن الكمليات التي تأتي الآن محدودة فهي كانت نحو140 ألف لتر يوميا حتي بداية الأزمة من أسبوعين, فقلت ووصلت إلي80 ألف لتر يوميا, وأقوم بتوزيعها للمحطات الست التابعة لي, ويوجد منها3 محطات حول ميناء دمياط وبرغم قلة المنتج تصلهم الحصص وإن قلت إلي حد ما إلا أن احتياجات سيارات النقل التي تعمل في الميناء متوافرة ولا تؤدي لتوقف أي سيارة رغم أن الكمية محدودة, ويجب أن يتم مراعاة وجود ريات زراعية الآن ولابد من توفير السولار لها لتشغيل الماكينات والجرارات الزراعية. زيادة الإمدادات وفي إحدي محطات مصر للبترول يقول عمرو الجنيني مدير محطة بمدينة نصر بالقاهرة إنه توجد أزمة بالفعل في الحصول علي السولار, ولكنه يري أنها مفتعلة وسببها السائقون وأصحاب السيارات, حيث يقومون بتخزين كميات زائدة عن حاجتهم, ونحن في المحطات لانفتعل أزمة أو نزايد في الاسعار فمعظم الناس تأتي لتمويل سياراتهم ومعهم جراكن إضافية لملئها بالسولار. ويؤكد أن الدليل علي افتعال الأزمة أن هذه المحطة كان يأتي لها نحو16 ألف لتر يوميا وحاليا ومنذ3 أيام يتم إمداد المحطة بنحو25 ألف لتر يوميا ولم تنقطع كميات المحطة مطلقا, ولكنها تنفد خلال ساعات نتيجة التزاحم والتكالب علي السولار, كما تحدث مشاجرات عديدة في المحطة بين السائقين ومعنا أيضا, ومنطقي أن الناس للأسف لديهم استغلال غريب منذ أزمة البنزين80 السابقة ومن أسباب الأزمة أنه لمجرد وصول سيارات النقل حاملة السولار يتصل السائقون ببعضهم فيتجمعون وتحدث أزمة. الضخ مستمر وفي السياق ذاته يقول مصدر مسئول بشركة أنابيب البترول رفض ذكر اسمه لم يكن هناك أزمة حقيقية, فمصر تنتج السولار ويتم استيراد جزء من الاحتياجات ويصل الجزء المستورد للمواني ويتم نقله وتوصيله لمحطات شحن السيارات في الجمهورية وتم زيادة الحصص وهي مفتوحة لأي شركة, والدليل علي افتعال الأزمة وما هي إلا شائعات مغرضة كان يتم ضخ سولار مستورد يوميا بنحو5 آلاف لتر لكن منذ عدة أيام وصل الإمداد إلي11 ألف لتر يوميا, وتتم الزيادة لسد الأفواه التي تستغل الأزمات, ونحن شركة نقل وهيئة البترول لم تتأخر عن زيادة الكميات للعملاء, حيث أمرت باعطائهم متطلباتهم فمن أين الأزمة بعد أن فتحنا الحصص للشركات؟! ويتوقع انتهاء الأزمة خلال أسبوع. احتياطي آمن مصدر مسئول بشركة مصر للبترول يؤكد انه لا توجد أزمة في نقص السولار والمشكلة تكمن في شائعات روجها بعض أصحاب المحطات بانخفاض الكميات المتاحة, الواقع يشهد بان الحصص المطروحة للمحطات تصل في موعدها. انتاجنا المحلي للاستهلاك يصل إلي75% والضغط علي السولار يتمثل في ارتفاع معدلات الاستهلاك بسبب زيادة اعداد السيارات. ويؤكد انه لا توجد نية لرفع سعره, وان سعر اللتر ثابت وهو جنيه وعشرة قروش, وان اصحاب محطات الوقود قد يستغلون هذا الموقف للمتاجرة بالوقود بأسعار تزيد عن السعر الرسمي. كما ان المفتشين علي محطات الوقود يقومون بدورهم بالرقابة علي اصحاب المحطات والعاملين بها حتي لا يتم التلاعب في الأسعار. سامي علي شرف المشرف بإحدي المحطات بالجيزة يري أن أزمة السولار بدأت منذ عدة أيام بعد انخفاض الحصص المطروحة للمحطات, مما أدي إلي حدوث الزحام امام المحطات مؤكدا أن هذه الأزمة مفتعلة وروج لها بعض اصحاب المحطات رغبة منهم في عدم بيع السولار أو زيادة سعره. ويقول محمد عبدالتواب.. مدير احدي محطات القطاع العام, ان الازمة ستظل باقية طالما ظل المعروض منه منخفضا مع انقطاع تزويد المحطات بالكمايات المطلوبة. مشيرا إلي أن الكمية المحددة لنا لاتتجاوز8000 لتر يوميا, ولذلك نلجأ في بعض الاحيان إلي استخدام اساليب أخري حتي تصل الينا الحصص المقررة, ولذلك نطالب بتشديد الرقابة علي المستودعات لتسليمنا الحصص اليومية المقررة كاملة حتي لا تستمر الأزمة. ويؤكد حسين سمير صاحب احدي شركات النقل الجماعي ان الاتوبيسات توقعت عن العمل بسبب أزمة السولار المفاجئة مما أدي إلي عدم التزامه بعمله مع المدارس المتعاقد معها لنقل التلاميذ, فمنذ بداية الأزمة, شهدت المدارس غياب الطلاب لعدم دعم الأتوبيسات بالسولار, ووقوفها لفترات طويلة أمام المحطات. وبسؤال المهندس محمد شعيب نائب رئيس الهيئة العامة للبترول عن الأزمة أكد أن الأزمة غير حقيقية, إذ نستهلك في مصر يوميا نحو40 مليون لتر ننتج منها30 مليونا محليا, والعشرة ملايين الأخري مؤمنة بالاستيراد, وهناك مخزون يكفي لمدة شهر علي الاقل في المستودعات, وهذا رصيد لنا والمركب في البحر تحمل لنا السولار دون توقف, ويتساءل أين الأزمة, فالعملية سببها الطمع والخوف مما يؤدي للتخزين في الجراكن وغيرها, وأغلقنا أكثر من20 محطة بنزين بسبب بيعها السولار في جراكن, ويشير الي أن محطات البنزين في مصر عددها نحو2600 محطة منها600 محطة بها بنزين فقط وألفا محطة بها سولار أيضا,وقامت الهيئة بضخ كميات كبيرة تكفي جميع الاحتياجات, لبث روح الطمأنينة لدي المستهلك, وأعطينا تعليمات بصرف أي كميات إضافية, مشيرا إلي أن احتياطي مصر من السولار آمن, وأنه لانية لرفع الأسعار. ////// الأزمة تتراجع في المحافظات بينما يعاني عدد من المحافظات من أزمة غير مسبوقة بسبب نقص السولار, مما يؤدي الي تكدس سيارات النقل والسرفيس في الشوارع الرئيسي, وتطالب عدة محافظات بزيادة الكميات لمواجهة الاحتياجات. الفيوم أحمد طلعت: تشهد المحافظة نقصا شديدا في السولار في المحطات لدرجة ان طوابير السيارات وتكدسها يصل طولها الي كيلومتر.. يقول أحمد دومة مدير مشروع المواد البترولية انه لايوجد أي نقص في حصة المحافظة إذ تبلغ حصة المحافظة300 طن يوميا يتم توزيعها علي المخابز ومحطة الوقود التابعة للمشروع بمدينة الفيوم, وسبب مشكلة نقص السولار في محطات الوقود يرجع الي عدم سداد هذه المحطات لمديونياتها للشركات الموردة. في حين ان اصحاب المحطات يؤكدون عدم التزام شركات المواد البترولية بتمويل المحطات في الفيوم بصفة دائمة ومستمرة. واستمرت أزمة السولار بالمنيا داخل المحطات ووقوع العديد من المشاجرات نتيجة اختفاء السولار في السوق السوداء وبيع صفيحة السولار بمبلغ35 جنيها رغم ان سعرها الحقيقي لايزيد علي22 جنيها. سوهاج محمد مطاوع ونيفين مصطفي: وفقا لتصريحات مسئولي قطاع التموين بوزارة التضامن الاجتماعي فإن الكمية التي يتم ضخها للمحافظة تختلف من يوم الي اخر كما تقول رشا نصر الدين وكيل وزارة التضامن التي تؤكد ان الموقف العام في تحسن مستمر, في حين شهدت محطات الوقود ازدحاما كبيرا من السائقين للحصول علي كميات اضافية خوفا من ارتفاع اسعار السولار. وأكد صاحب مخبز انه خلال هذه الأزمة التي بدأت منذ أيام ستؤدي الي رفع السعر مثلما حدث خلال أزمات سابقة ويطالب بسرعة التدخل لتوفير السولار حتي لا تصبح مثل أزمات الخبز. وأشار أحد اصحاب محطات البنزين إلي ان احتياجاتنا من السولار تناقصت مما أدي الي عجز شديد في الكميات مما جعل اصحاب السيارات يتزاحمون أمام محطات البنزين. بني سويف مصطفي فؤاد: أوضح عدد كبير من السائقين ان سياراتهم توقفت عن العمل وانهم يقومون بالبحث عن السولار في كل مكان, لأنهم تعرضوا لخسائر كبيرة كون عملهم كسائقين علي سيارات النقل والميكروباص مصدر رزقهم الأساسي, ويناشدون المسئولين بسرعة التدخل لحل هذه الأزمة. من جانبه اكد الدكتور سمير أحمد سيف اليزل محافظ بني سويف انه تم جلب ثلاثمائة ألف طن سولار تم حجزها للمخابز حتي لا تتوقف عن صناعة الخبز. بورسعيد- خضر خضير: لم تشهد بورسعيد أزمة سولار بعد أن غطي الغاز الطبيعي أكثر من75% من حجم المنشآت المنزلية والتجارية وأكثر من60% من سيارات التاكسي والميكروياص والتي تعمل بالغاز الطبيعي. وفي المخابز التي يعمل40 مخبزا منها بالغاز الطبيعي وهناك37 مخبزا يعتمد علي السولار تغطيها الحصة اليومية التي تدخل المحافظة من السولار كما يقول غريب عنبر مدير التموين, والتي تبلغ270 طنا يوميا وهي كافية لتسيير عجلة الأمور.