ارتفاع أسعار الذهب في مصر بقيمة 30 جنيهًا خلال منتصف تعاملات اليوم    بلينكن: لن يُسمح لحماس بتقرير مصير ومستقبل هذه المنطقة    استعدادا للحرب.. وزير الدفاع الألماني يعلن عن خطته للتجنيد الإلزامي في الجيش    استبعاد نجم ألمانيا من يورو 2024    وزيرة الثقافة ناعية فارق صبري: رمزا للكاتب المبدع    الوفد: تنسيقية شباب الأحزاب نموذج ملهم للممارسة السياسية المتوازنة    بلينكن: نؤكد استمرار العمل على وقف إطلاق النار في قطاع غزة    بافلوفيتش يغيب رسمياً عن ألمانيا فى يورو 2024 وإيمرى تشان بدلاً منه    مسئول أمريكي يشيد بجهود مصر لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة وإعادة تأهيلهم    مصدر ببيراميدز ليلا كورة: ننتظر قرار الاستئناف بشأن شكوى النجوم في قضية محمود صابر    أخبار الأهلي : أفشة يبحث عن عرض سعودي للرحيل عن الأهلي    الاتحاد السعودي يرصد رقمًا فلكيًا للتعاقد مع محمد صلاح    طقس العيد حر نار..ذروة الموجة الحارة يومي الجمعة والسبت    عامل يتسبب فى حرق زوجته خلال مشاجرة بكرداسة    البابا تواضروس الثاني يهنئ شيخ الأزهر بقرب حلول عيد الأضحى المبارك    بلينكن: نعمل مع شركائنا فى مصر وقطر للتوصل لاتفاق بشأن الصفقة الجديدة    عاجل.. حقيقة وفاة طفل صغير أثناء فريضة الحج    أُعيد البناء 12 مرة.. كيف تغير شكل الكعبة عبر التاريخ؟    برنامج تدريبي توعوي لقيادات وزارة قطاع الأعمال العام والشركات التابعة لها    مصرع طالب تمريض صدمه قطار عند مزلقان كفر المنصورة القديم بالمنيا    الرئيس السيسى يهنئ الملك تشارلز الثالث بذكرى العيد القومى    مراسل القاهرة الإخبارية من معبر رفح: إسرائيل تواصل تعنتها وتمنع دخول المساعدات لغزة    بدون زيادة.. «التعليم» تحدد المصروفات الدراسية بالمدارس الحكومية للعام الدراسي الجديد    ل برج الأسد والحمل والقوس.. ماذا يخبئ شهر يونيو 2024 لمواليد الأبراج الترابية؟    البورصة تستقبل أوراق قيد شركة بالسوق الرئيسى تعمل بقطاع الاستثمار الزراعى    محافظ المنيا يشدد على تكثيف المرور ومتابعة الوحدات الصحية بالمراكز لضبط منظومة العمل وتحسين الأداء    ارتفاع درجات الحرارة ورفع الرايات الخضراء على شواطئ الإسكندرية    جهود لضبط المتهمين بقتل سيدة مسنة بشبرا الخيمة    رئيس الأركان يشهد مشروع مراكز القيادة الاستراتيجى التعبوي بالمنطقة الشمالية    ما هي أسعار أضاحي الجمال في عيد الأضحى ومواصفات اختيارها؟ (فيديو)    «الصحة» تنظم ورشة عمل لتعزيز قدرات الإتصال المعنية باللوائح الصحية الدولية    "لا أفوت أي مباراة".. تريزيجية يكشف حقيقة مفاوضات الأهلي    بتوجيهات رئاسية.. القوات المسلحة توزع عددا كبيرا من الحصص الغذائية بنصف الثمن    عاشور يشارك في اجتماع وزراء التعليم لدول البريكس بروسيا    مسؤول إسرائيلى: تلقينا رد حماس على مقترح بايدن والحركة غيرت معالمه الرئيسية    في ذكرى ميلاد شرارة الكوميديا.. محطات في حياة محمد عوض الفنية والأسرية    عزيز الشافعي: أغاني الهضبة سبب من أسباب نجاحي و"الطعامة" تحد جديد    الاستخبارات الداخلية الألمانية ترصد تزايدا في عدد المنتمين لليمين المتطرف    بيان الأولوية بين شعيرة الأضحية والعقيقة    رئيس إنبي: سنحصل على حقنا في صفقة حمدي فتحي "بالدولار"    آيفون يساعد على الخيانة.. موجة سخرية من نظام التشغيل iOS 18    5 نصائح من «الصحة» لتقوية مناعة الطلاب خلال فترة امتحانات الثانوية العامة    «متحدث الصحة» يكشف تفاصيل نجاح العمليات الجراحية الأخيرة ضمن «قوائم الانتظار»    شبانة: حسام حسن عليه تقديم خطة عمله إلى اتحاد الكرة    «أوقاف شمال سيناء» تقيم نموذج محاكاه لتعليم الأطفال مناسك الحج    وزيرة الهجرة تستقبل سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر لبحث التعاون في ملف التدريب من أجل التوظيف    «الإسكان» تتابع الموقف التنفيذي لمشروعات المرافق والطرق في العبور الجديدة    أفضل أدعية يوم عرفة.. تغفر ذنوب عامين    السكة الحديد: إجراء بعض التعديلات على القطارات الإضافية خلال عيد الأضحى    إي اف چي هيرميس تنجح في إتمام خدماتها الاستشارية لصفقة الطرح العام الأولي لشركة «ألف للتعليم القابضة» بقيمة 515 مليون دولار في سوق أبو ظبي للأوراق المالية    "مواجهة الأفكار الهدامة الدخيلة على المجتمع" ندوة بأكاديمية الشرطة    الجنائية الدولية تطلق حملة لتقديم معلومات حول جرائم الحرب فى دارفور    تفاصيل مشاجرة شقيق كهربا مع رضا البحراوي    بطل ولاد رزق 3.. ماذا قال أحمد عز عن الأفلام المتنافسة معه في موسم عيد الأضحى؟    تصفيات كأس العالم، نتائج الجولات الأربعة الأولى لمجموعات أفريقيا    وزير الأوقاف يهنئ الرئيس السيسي بعيد الأضحى المبارك    نصائح لمرضى الكوليسترول المرتفع عند تناول اللحوم خلال عيد الأضحى    أول تعليق من حسام حبيب على خطوبة شيرين عبد الوهاب (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المنسي قنديل:أروي التاريخ من وجهة نظر البسطاء الذين يشاركون في صنعه دون أن يكون لهم نصيب فيه

محمد المنسي قنديل، ابن مدينة المحلة الكبري، ولد عام 1949، تعلم القص من أبيه، رغم أنه لم يكن قصاصا؛ لكنه "حكاء شفوي من الدرجة الأولي" كما يقول عنه، تعلم منه أول دروس الحياة وأول دروس القص حين أوضح له أن قصة بديعة كقصة النبي يوسف يمكن أن تحكي في كلمتين "عيل تاه وأبوه لقاه"، ويمكن أن تحكي بطريقة أخري باستعراض تفاصيلها بدءا من إخوته الذين أخذوه من أبيه وألقوه بالبئر، مرورا بالقافلة المسافرة إلي مصر وفرعون الذي فسر له حلمه، إلي أن أصبح الوزير الأكبر لمصر وأرسل لأبيه، "حينها أدركت أن السحر في التفاصيل، الحكاية ليست مجرد قصة نرويها وإنما نبعث فيها الحياة بالتفاصيل، ومن خلال ربطها بالبشر وطبائعهم".
كان أبوه "مِعْلم"، يملك عدداً من الأنوال اليدوية بالمحلة، المدينة الأشهر في صناعة الأقمشة والغزل منذ القدم، ويعمل لديه كثير من العمال، بعد افتتاح مصنع الغزل والنسيج هناك، انهارت صناعة الأنوال، فتحول إلي "صنايعي" وحيد، يملك فقط نولا واحدا يعمل عليه، يقول عن تلك الفترة: "عندما كبرت تعرفت علي جزء من مأساته الشخصية هذه، وارتبطت به إلي حد كبير، وقد عرف حبي للقراءة، فطلب مني بدلا من الجلوس وحيدا، أن أكون معه واقرأ له، لكي يستمع لي ويتسلي معي، وبدأنا هذه التجربة الغريبة معا، أنا اقرأ وهو يستمع، وكان يطاوعني في البداية في قراءتي للقصص البوليسية التي أحببتها حينها، ولكنه علمني فيما بعد أن اقرأ في التاريخ والأدب والشعر وغيره، ومن هذه التجربة في تلك القاعة المظلمة الرطبة، كانت حصيلتي الكبيرة، فهذه التجربة مع أبي هي التي علمتني كيف أكون قصاصا".
بدأ أوائل تجاربه في الكتابة وهو في السنة الثانية بكلية الطب، فحصل علي جائزته الأولي في نادي القصة عن قصته "أغنية المشرحة الخالية"، والتي استوحاها من حياته كطالب فقير في كلية الطب، ثم فاز بجائزة الثقافة الجماهيرية عن قصة "سعفان مات" في العام ذاته، ولذلك يري أن أهمية الجوائز للكاتب تكمن في كونها تظهر له أن الآخرين يرونه، فهي مقياس، ولكن للعمل لا للكاتب.
قضي فترة الجامعة بالمنصورة، التي يفصلها حوالي 20 كيلو مترا عن المحلة، وعشقها حقا، فقال عنها":إنها من أجمل مدن الوجه البحري، كنا نركب القطار كل يوم ذهابا وإيابا، ضم في داخله فئات كثيرة جدا، عمالا من مصنع المحلة وفلاحين من القري المحيطة بها وغيرهم، فكنا نجد باستمرار أنماطا من البشر وخليطا من التفاعلات بينهم، كما أن المنصورة مدينة رومانتيكية، في وسطها نهر، ومليئة بالنباتات والزهور والبنات الجميلة، أعتقد أنني عندما شرعت في كتابة "انكسار الروح" مزجت بين المحلة والمنصورة في مدينة واحدة، فأخذت من المنصورة النهر والجامعة، ومن المحلة المصنع الضخم الملئ بالحركة العمالية، ولكن المنصورة الآن أصبحت مزدحمة جدا، فأنا أذكر حينما كنت بالجامعة، كان النيل أمامنا مباشرة، نراه من أعلي أسطح الكلية، في حين أنني عندما ذهبت إليها مؤخرا لم أجده، ولكن وجدت صفوفا من البيوت الكبيرة عند ضفة النهر وتحتها، أصبح هناك حاجز كثيف جدا من المساكن والناس يحجب النيل عن المكان، ظهر فيها الازدحام الشديد وفقدت كثيرا من رقتها ورومانسيتها".
بعد تخرجه ذهب للريف، إلي قرية دمشاو هاشم بالمنيا، فكانت تجربة ثرية جدا في حياته، يقول عنها: "كانت فرصة لي أن أري الريف المصري علي الواقع، ومدي الفقر والتخلف الذي يعاني منه الناس، فعندما عملت هناك، كان بدائيا لدرجة كبيرة، لم تكن هناك كهرباء، فاعتمدت علي الغاز، وفي الليل كنا نتخبط بسبب الظلام، لقد كانت البلدة منعزلة جدا عن العالم، يحيط بها ريَّاح ضخم، وهو أكبر من الترعة وأصغر من النهر، يصل جسر بينها وبين الطريق الخارجي، أحيانا ينقطع أو ينكسر فتنعزل عن العالم كله، لم يكن لأهلها ملجأ إلا طبيبهم، فلا وجود لإسعاف أو غيره، كانت الحياة صعبة في الريف، وأظن أن الوضع مازال كذلك، فالخدمات المتاحة له قليلة جدا، إن لم تكن انهارت مع انهيار كثير من المؤسسات في مصر، علي رأسها مؤسستي الصحة والتعليم".
عاش تجربة الريف وتمني أن يكتبها، وشرع في ذلك بالفعل، فأراد أن يكتب ثلاثية عن طبيب، يتناول حياته أثناء الدراسة أولا، ثم وهو يعمل بالريف المصري، ويختتمها عندما يرحل عن مصر ويعمل في الخليج، كتب منها الجزء الأول فقط، والذي تمثل في "انكسار الروح"، وما زال في عقله أن يكتب الجزءين الآخرين.
ترك الطب تدريجيا دون أن يدرك، فالأدب جذبه أكثر، ويضيف لذلك: "اكتشف أنني لست طبيبا ماهرا، فمهنة الطبيب كبيرة جدا، ومن يعمل بها لابد أن يدرس ويتعلم باستمرار، وجدت أن اهتمامي الأكبر يذهب إلي الأدب، ثم أتيح لي السفر إلي الخليج، ولكن ليس كطبيب، لأن مؤهلي وقتها لم يتعد درجة الماجستير في الأمراض النفسية، والمطلوب كان أعلي من ذلك، فالفرصة كانت محدودة لي كطبيب ومتاحة أكثر ككاتب، فوجدت نفسي انجذب بفعل عوامل الحياة والاقتصاديات إلي أن أركز في الأدب أكثر من الطب، ولكني استفدت من دراستي في فهم الإنسان أكثر، فالأدب يتناول المشاعر والأحاسيس، بينما الطب يتناول الإنسان من الداخل، يتحدث عنه كماكينة تعمل، بها هرمونات وإنزيمات وأعصاب وردود أفعال، لذلك امتزجت دراستي للطب مع كتابتي للأدب، فتحقق التكامل في مجال الإنسان الذي أعمل عليه بالنسبة لي".
عمل كبيرا لمحرري مجلة العربي الكويتية، وساهم كثيرا في تطويرها، حتي إنه عمل جاهدا ليعيد مجلة "العربي الصغير" التي كانت متوقفة حينها، إلي الحياة، حتي أصبحت واحدة من أهم مجلات الأطفال في العالم العربي، إلا أنها كانت فترة فقيرة أدبيا: "لقد كانت من الفترات الجميلة جدا في حياتي، قمت فيها برحلات كثيرة لكل مكان في العالم، فالعربي مؤسسة عريقة وبها نوع من الحرية الشديدة، يكفي فقط اقتراح عنوان لموضوع ما في أي مكان، حتي يوفروا التذكرة والمال اللازم للرحلة، وعند الذهاب إلي تلك البلاد واكتشافها يمكن الحصول علي موضوع آخر مختلف تماما عن المقترح، هذا أتاح لي فرصة كبيرة للإطلاع علي العالم الخارجي، ومن خلالها أتيحت لي فرصة التعرف علي كل جوانب الثقافة العربية، كانت حقا تجربة غنية، ولكنها أخذتني كثيرا من الكتابة للأدب، كتبت وقتها في الرحلات وللأطفال وبعض القصص القصيرة، لكنني لم أكتب روايات، ولكن في نهاية التجربة استطعت استخدام محصلة جهدي في رواية "قمر علي سمرقند"، وقد كانت تلك حصيلة رحلة استمرت لعشرين يوما إلي منطقة وسط آسيا التي تتضمن أوزباكستان وكازاخستان، فذهبت إلي هناك ثم عبرت الحدود بينهما لمسافة حوالي ألف كيلو، وكانت تلك الرحلة التي أوحت لي بفكرة الرواية، وتعرفت من خلالها علي "نور الله" الذي صحبني من طشقند لسمرقند، وقضيت ليلة هناك في مقام الفقيه العلامة "البخاري"، وعلي قبره تكونت في ذهني رواية "قمر علي سمرقند" بأكملها".
يشعر بالامتنان لتلك الفترة التي جعلته يري العالم، ولكن: "لم أكتب كما يجب أن أكتب، ضاعت سنوات طويلة من عمري كان يمكن استثمارها أكثر من ذلك، ولكن أعتقد أنني أعرف العالم الآن بشكل أفضل، وأستطيع التعامل معه، ربما حاولت الاستفادة من ذلك وبدأت في كتابة رواية عن رحلاتي باسم "جواز سفر"، أحكي فيها قصة كل ختم موجود في جواز سفري، ولكن مع الأسف بسبب بعض الظروف ضاعت مني نهائيا ولم أستطع استعادتها أو كتابتها مرة أخري حتي الآن".
سافر مؤخرا إلي المكسيك ليكمل كتابة روايته "كتيبة سوداء"، التي صدرت منذ أسابيع قليلة، لكي يري الأماكن علي طبيعتها ويستطيع التعامل معها أثناء الكتابة، فقد اختار فترة حرب المكسيك التي أرسل الجنود المصريون للمشاركة فيها عام 1863، رغم أن هناك بعض الإشارات إلي تلك المرحلة في بعض الكتابات، لكنها قليلة وبدون تفاصيل: "لقد قرأت عنها بشكل عابر في كتب التاريخ، بدون، ربما ذكرها عبد الرحمن الرافعي في سطر واحد، وبعدها قرأت كتابا لطوسون باشا، من الأسرة العلوية، وأحد قادة الجيش المصري، الذي ألف كتاب عن بطولات الأورطة المصرية في المكسيك أو "مكسيكا" كما يسميها، لكنه كان في مصر ولم يذهب إلي أي مكان، استطاع أن يعرف أخبار الفرقة الأجنبية من خلال مراسلات الخديو مع القادة، فكان كتابا توثيقيا لجميع المراسلات التي تمت وأسماء البعثة وكيف ذهبوا وتدرجوا في عملهم ومصائرهم، كتب كل شيء عنهم سوي مغامراتهم هناك وما فعلوه، وهذه كانت فجوة كبيرة جدا، لذلك قررت السفر لاستكمال أحداث الرواية، فنصفها كان في مخيلتي تقريبا، عندما ذهبت إلي هناك ورأيت الأماكن وصور ماكسمليان وزوجته شارلوت ودخلت المتاحف، وأطلعت علي صور الأشخاص الذين سأكتب عنهم، جعلني هذا قريبا منهم، فاستطعت أن استكمل النصف الآخر منها، وأرسم صورة للواقعة كلها كما حدثت، فبرغم أن الدنيا تغيرت كثيرا، ولكن المعالم الأساسية للمكان موجودة كما هي، كالنهر الذي حاربوا بجانبه والجبل الذي صعدوه، والقلعة التي سجنوا فيها، كل ذلك جعلني استعيد المشهد، لقد زرت خمس مدن من السبع الذين حاربوا فيهم بمقاطعة فيراكروز".
أعد لها وكتبها خلال ثلاث سنوات، فبعد ثورة يناير كان ينهي رواية "أنا عشقت"، بعدها بدأ التفكير في "كتيبة سوداء"، ولكن؛ لم تكن لديه المادة الضرورية، لأنه عندما يكتب دائما يبدأ من نقطة بسيطة وغامضة، ومع استمرار قراءاته وبحثه، تنمو الفكرة بالتدريج خلال الكتابة، أحيانا يكتب أجزاء قصيرة وأخري طويلة وفصولا متفرقة، ولكن عندما يجمعها في النهاية يستطيع خلق توازن لها، ولكن تلك الرواية الأخيرة كانت مختلفة: "لم أكن علي علم بكيفية البدء، لأن الأحداث فيها كانت غامضة بذهني تماما، بدأت أفكر فيها بشكل مكثف، ولم أكتب حتي استجمعت الصورة وقرأت جيدا وترجمت بعض الوثائق والكتب، لأفهم ما حدث، فالرواية التاريخية بالذات مبنية علي ما يسمي "المتخيل الروائي"، بأن يتخيل الكاتب عصرا بأناسه وأحداثه ويعيد صنعه علي الورق، ولكني لم أفضل التخيل كثيرا، كنت أريد الوقوف علي حقيقة ما حدث رغم أنه مر عليه أكثر من قرن، وقد استغرقت مني في الكتابة فترة أقل كثيرا من تلك التي قضيتها في البحث وتجميع المادة".
لا يستطيع الكاتب أن ينفصل عن الواقع الذي يعيش فيه، وهذا هو حال قنديل عندما يبدع، فبالرغم من أنه ألقي الضوء علي المظالم التي كان يتعرض لها العبيد من البشر في مكان يبعد عنا نسبيا، معتبرا العبودية المهنة الأقسي في تاريخ البشرية، إلا أن ذلك لا يقلل من تأثير تلك الحقبة علي مصر بشكل مباشر، فبعد حرب المكسيك ومغامرة فرنسا فيها واضطرارها للجوء، أصبح جيشها أضعف من ذي قبل ودخل في معركة مع ألمانيا وانهزم هزيمة ساحقة، وأصبح الألمان علي مشارف باريس، فتفردت إنجلترا وحدها بسيادة العالم والبحار، وتمكنت فيما بعد من غزو مصر: "لذلك؛ فالحرب التي انهزمت فيها فرنسا بالمكسيك كانت سببا في اختلال التوازن الدولي وتجرأت إنجلترا علي ضرب إسكندرية واحتلال مصر لمدة ثمانين عاما، فنفس المصير الذي أفلتت منه المكسيك عام 1863 وقعت مصر في براثنه".
ما أشبه تلك الحرب بكثير من الحروب التي شارك فيها الجنود المصريون، سواء في العراق أو اليمن أو غيرهما، فكلها قرارات لا تؤخذ فيها آراء الشعب، يقوم بها حكام بشكل متفرد:"قد تكون حرب الكويت أخف بعض الشيء، لأن الأمريكان لم يريدوا إشراك الجنود المصريين في الحرب بشكل فعلي، وإنما كان وجودهم تمثيلا شرفيا ليدل علي أن معهم قوات عربية، ولكن في رأيي الجيش المصري خلق ليدافع عن حدود مصر، لا يجب الزج به في أي مغامرة خارج الحدود، لذلك أريد أن أبعث برسالة من خلال روايتي تلك، بأن ننتبه ونكتب مصيرنا بأيدينا، ولا نسمح بأن نساق لأي مغامرة عسكرية خارج حدودنا، تحت أي وهم أو سبب من الأسباب، نحن نحتاج لبناء قوتنا الذاتية وألا نكون عبيدا لبعض الدول الأخري تلعب بنا مثلما كانت تفعل في الماضي".
رغم اختلاف التناول بين "كتيبة سوداء" و"كوكو سودان كباشي" لسلوي بكر، إلا أن الحدث هو ذاته، ولذلك أشار إليه: "هي رواية جميلة جدا، وكانت واحدة من المراجع التي استعنت بها في كتابة روايتي، ولكن سلوي بكر، وهي قصاصة موهوبة، كتبتها بمصر، بينما أنا كتبتها في المكسيك، فروايتها كانت من منظور فردي واعتمدت فيها علي مراجع قليلة ككتاب طوسون باشا، ولكني تناولتها بشيء من التفصيل".
تلك لم تكن الرواية الأولي التي يتناول فيها حالة حرب، ولكن المتابع لأعماله سيجد هذه السيرة موجودة في أغلبها، ربما لأنه من الجيل الذي تعرض لهزيمة عام 1967 المروعة، فقد أثرت عليهم إلي درجة فقدوا معها الثقة في كل حوادث التاريخ التي قرأوها وجميع الانتصارات والأمجاد التي سمعوا عنها، لذلك أخذ قنديل يبحث عن يقين وإجابة، فقرأ كثيرا في التاريخ العربي، وانعكس ذلك علي كتاباته، ويعرف التاريخ عنده، فيقول: "هو نوعان، الصغير والكبير، التاريخ الكبير هو تاريخ الملوك والقادة والعظماء والأحداث السياسية الضخمة، أما التاريخ الصغير فهو تاريخ سائر الناس، الزراع والصناع والذين لا يكفون عن العمل، وهم ضحايا الحروب والأوبئة والأمراض، ومع ذلك نصيبهم من الدنيا قليل، وقد كنت منحازا لهذا الصغير وكتبت فيه كثيرا، ومن أبرز ما خططت عنه كتاب "وقائع عربية"، رويت فيه التاريخ من وجهة نظري ونظر البسطاء من الناس الذين كانوا يشاركون في صنعه دون أن يكون لهم نصيب فيه".
قد تكون تلك القراءات الكثيفة والمتعمقة للتاريخ هي سبب نظرته التشاؤمية تجاه الشخصية العربية، فيراها مليئة بالسلبيات وتنحرف تدريجيا إلي حد سيجعلها علي هامش العالم المعاصر: "نحن مخلوقات طفيلية علي الحضارة المعاصرة، لا نقدم لها أي إبداع جديد أو أي مساهمة في الفكر أو مشاركة، نعيش علي الهامش ونقتات علي فتات الثقافة والأفكار الخاصة بهم، فنحن في مأزق حضاري كبير جدا ومهددون أن نكون خارج التاريخ كليا".
ولأن لكل نتيجة سبب، فالمؤكد أن لهذا الحال الذي وصلنا إليه أسبابه، وقنديل يرجعها أيضا إلي هزيمة 1967، فهي التجربة التي أصابت جيلا كاملا بالكآبة، وسببت نوع من الاكتئاب الجماعي: "لأول مرة شعب يكتئب بأكمله، ظلت هذه الحالة ملازمة لنا فترة طويلة جدا، لقد كنا جيل الأحلام العظيمة؛ وتلك كانت المأساة، علي الأقل، الجيل الحالي واقعي، يعلم حجم مصر في العالم المعاصر والمشاكل التي تواجهها، ولكننا كنا نعتقد أن لدينا القدرة علي تغيير العالم، وفوجئنا بأننا مجرد دولة صغيرة تتلاعب بها القوي الكبري وتقودها للهزيمة، الأحلام العظيمة الخاصة بالقومية العربية والتحرر والعالم الثالث وعدم الانحياز كلها انهارت وتحطمت علي يد دولة صغيرة كإسرائيل تعدادها ما بين 2 إلي 3 ملايين وقتها، لكننا اكتشفنا فيما بعد أن هناك أكبر منها تناوئنا، وهي التي أوقعتنا في هذا الفخ".
ورغم الانتصار في حرب أكتوبر 1973، ومساهمة ذلك في التخفيف من وقع الإهانة إلي حد كبير، إلا أن ذلك لم يخف أن إسرائيل أصبحت إحدي حقائق الكون التي مازلنا نعاني منها، وجميع الانهيارات العربية وما حدث فيما بعد كان نتيجة لما حدث في تلك النكسة: "في 73 أدرنا المعركة الحربية جيدا في الأيام الأولي للحرب، ولكننا لم نكملها علي نفس المنوال وحدثت الثغرة وحصار الجيش الثاني، كما أننا أدرنا المعركة السياسية بشكل خاطئ تماما، لذلك، ولأنني عشت كثيرا في الخارج، فبرغم أننا انتصرنا عسكريا، إلا أنه لا أحد يري الجانب المصري، العالم يراها حربا انتصرت
فيها إسرائيل، لأننا لم نكشف عن أحداث الحرب أو وثائقها ولا أي شيء، جعلناها سرا غامضا مثل جميع الأحداث العظيمة في حياتنا، لا وثائق تكشف عن الحرب أو السد العالي أو تأميم قناة السويس، بينما إسرائيل تكشف وثائقها وتعلن، لذلك عندما يكتبون التاريخ يكون من وجهة نظر إسرائيل".
الوثائق!، من أكثر القضايا التي أثيرت علي الساحة الثقافية الفترة الماضية وطال الحديث فيها، ولكن لا حياة لمن تنادي، يري قنديل أنها سبب نقصان الكتابات التاريخية المصرية: "الكتابة التاريخية في مصر مشوهة، لأن الوثائق الأصلية دائما محجوبة، لابد أن نصبح شعبا ناضجا، ونصدر قانونا للمطبوعات، بأن يتم الكشف عن أي وثيقة بعد مدة محددة، وهذا المشروع قد عرض بالفعل في عهد الإخوان ولكن شابه بعض العيوب وكانت البيروقراطية المصرية متحكمة فيه فجعلته بلا معني، نحن نريد الآن قانونا صريحا ومباشرا بالكشف عن كل الوثائق، فلا يعقل أن يدرك مسامعي ذات مرة أن وثائق السد العالي مثلا وجدوها ملقاة بالقمامة، ومؤكد أن كثيرا من مشاريعنا المهمة كان هذا مصيرها، لأنه ليس هناك قانون يحمي الوثائق ويرتبها ويكشفها للناس".
التاريخ المعاصر ربما لن يواجه ذلك المصير بفضل وسائل التكنولوجيا الحديثة التي تحفظ تلك الوثائق بشكل رقمي، يمكن الاستعانة بها فيما بعد، لكن لابد أولا من إصدار قانون يتيح للناس الكشف عن تاريخها وتحديد واقعها، ليعرفوا من أصاب ومن اخطأ، أما قنديل، فيحاول أن يؤدي مهمته تجاه هذه الفترة بصياغتها أدبيا: "أتمني أن تكتمل روايتي عن السنوات الثلاث المضطربة التي أعقبت ثورة يناير، التي تراجعت فيها القوي الوطنية وصعد الإخوان وعاد الجيش للحكم مرة أخري، ولكن لا يمكن اعتبارها مرجعا تاريخيا، لأن الروائي يستخدم الخيال ويمزجه بالوقائع التاريخية، لحشو الفجوات الموجودة فيه، فهو يكشف عن العصر لا يوثقه".
وصل قنديل بإبداعه إلي مكان متفرد في الأدب العربي وخاصة فن الرواية، ولعل أسلوبه في الكتابة ولغته الرصينة والبسيطة من أهم أسباب ذلك، ولكنه يعيد ذلك للعظيم نجيب محفوظ، الذي اعتادوا الجلوس معه في مقهي ريش، وكان يخبرهم بضرورة توسيع "فرشة" الرواية العربية، حتي لا تنحصر في الحارة أو الحي أو الأنماط القديمة: "لقد كان يحذرنا لأن فيما بعد ظهر جيل جديد يقلده في كل شيء، يكتب عن الحارة مثله والفتوات الذين يرمز لهم، حتي الدراويش وبائعات الهوي، لذلك حاولت أن أخرج من هذا الإطار تنفيذا لوصيته وابتعادا عن عالمه، كما أن معيشتي خارج مصر سنوات طويلة وسفري إلي بلدان كثيرة حول العالم، جعلني أشعر بشكل أو بآخر أنني مواطن غير محلي، وإنما علي تلاصق مباشر مع العالم، عشت في الخليج وكندا وزرت بلدانا كثيرة، فالعالم بأكمله هو بيتي، وفي أي مكان أضع قلمي وأسرد السيرة التي أحبها، ربما لهذا السبب أحاول باستمرار أن أجد أرضا جديدة أعمل عليها، إما أرضا في الزمان أو أرضا في المكان".
في المكان كتب روايتيه "قمر علي سمرقند" و"كتيبة سوداء"، وفي الزمان، بدأ بالتاريخ في رواية "يوم غائم في البر الغربي"، فهو يعشق كلا من التاريخ والأماكن التاريخية، كما يعشق مدن مصر المختلفة، وهو ما ظهر جليا في تلك الرواية، فقد أسمي الفصول بأسماء المحافظات المصرية: "أحب جدا أن أبرز المدن المصرية في عالمي، ففي اعتقادي، الأدب الجيد هو الجغرافيا الجيدة، لأن المكان هو الذي يوحي لي بجميع الأحداث التي أبحث عنها، ففي "كتيبة سوداء" لم أكن لأتمكن من إتمام الرواية إلا بذهابي للمكان، لذا أحرص دائما علي إيجاد عالم جديد وأحاول تقديمه للقارئ".
أما الأسلوب، فأساسه اللغة، وفي ذلك يتبع قنديل قول "سارتر" بأن اللغة في كل مكان هي أداة من أدوات التوصيل إلا في الأدب، فهي غاية في حد ذاتها: "لابد من الارتقاء باللغة، لأن تلك إحدي مهام الأديب، وعن نفسي، فقد تأثرت بكثيرين جدا من أصحاب الأساليب العذبة وعلي رأسهم بالطبع طه حسين، فأنا أحب أسلوبه جدا؛ ما يسمي بغنائية طه حسين، كما أفضل ألا تكون اللغة عازلا بيني وبين القارئ، لذلك لا استخدم أي ألفاظ مهجورة، ولا استخدم العامية إلا فيما ندر، أريد أن تكون الأداة جيدة ليفهم القارئ ما أعنيه بسهولة، لذلك آثرت في الرواية الأخيرة أن استخدم الفعل المضارع، لكي يشعر القارئ بأن الأحداث متدفقة وآنية، فالتناقض بين قدم الحدث وآنية الحديث، يعمل علي إثراء النص".
ويستطرد: "ولكن ما يحدث الآن من إهمال اللغة يؤسفني حقا، فاللغة يجب أن تكون بين قضايا الكاتب، لأن الأديب مطالب أيضا بأن يطورها ويحافظ عليها وعلي رونقها، لابد أن تكون متماسكة، فهدمها يعني هدم أهم أداة تواصل مع القارئ، وإن فقدناها سنفقد جزءا كبيرا من هويتنا وتراثنا الفكري، لذلك أعيب علي بعض كتاب الجيل الجديد أنهم لا يعطون الاهتمام الكافي للغة، وينزلقون إلي لغة الشارع، رغم أن الثقافة جزء منها أن يأخذ الفرد المادة الخام ويعيد تشكيلها، وهو ما ينطبق علي اللغة أيضا، يجب أن يأخذ الكاتب اللغة العامية من الشارع ويعيد ترتيبها وصياغتها وإثراءها بالمفردات، لا أن يهدمها".
أدرك المنسي قنديل أهمية اللغة والأسلوب، فاهتم هو بدوره بإثقال مهاراته، ولكن هناك عوامل أخري كان لها تأثير كبير علي شخصه وكتاباته، علي رأس تلك العوامل "شلة المحلة"، التي ضمت عددا من الكتاب المتميزين، الذين مازال كثيرون منهم علي الساحة حتي الآن، من بينهم الدكتور جابر عصفور، حامد أبو زيد، سعيد الكفراوي، جار النبي، فريد أبو سعدة ومحمد صالح، يقول: "كنا نجتمع كل أسبوع في النادي الأدبي بقصر الثقافة، وكل من لديه إبداع في أي مجال يعرضه ونتناقش حوله، كنا نقرأ جميعا ونحلم ونكتب، أثر كل منا في الآخر كثيرا، كما كنا ننتقد بعضنا بعنف، لم يكن بيننا مجاملات، وذلك في سبيل أن نجود أنفسنا، فتلك الورشة علمتني الجدية في الكتابة، بعدها سافرنا وتفرقنا، ولكنها ظلت في أعماقي ومازلت أعيش علي ذكراها حتي الآن".
تحمست شركة "كان" ومالكتها دينا كريم، في الفترة الأخيرة لتحويل روايته "أنا عشقت" إلي دراما تليفزيونية، ولكنه يري: "الرواية تخصص والكتابة الدرامية تخصص آخر، فبمجرد تحويلها تصبح لا تخصني، لأنه في تلك الحالة أصبح عملا كبيرا مسئولا عنه أناس كثيرون في فريق عمل وليست عمل فردي كالرواية، لذلك فأنا مسئول فقط عن روايتي، ولكن هذا لا يمنع أن تحويله إلي عمل درامي يفيده جدا بالطبع، لأنه عندما يعرض علي شاشة التليفزيون يراه عدد أكبر كثيرا عمن يقرأونه، وأتمني أن تكون جميع الأعمال الدرامية مأخوذة من أصل روائي، لأن ذلك سيرفع من مستواها".
ولكن هذا لا ينفي أن قنديل لديه عشق خاص وشعور بالمسئولية تجاه السينما، ما جعله يكتب عددا من السيناريوهات لها، من أبرزها الذي تم تنفيذه "آيس كريم في جليم"، مؤكدا أن الأدباء الكبار لابد أن يساهموا في تطور السينما: "ذات مرة تقابلت مع عمر الشريف، أخبرني أن مشكلتنا في السينما المصرية تكمن في أن من كتبوا لها جميعهم كتاب درجة ثانية، الوحيد من الدرجة الأولي كان نجيب محفوظ، فشعرت أن من واجبي أن أكتب للسينما، ولكن للأسف السينما المصرية مريضة، تعيش علي المحفوظات والاقتباس من الأفلام الأجنبية ولا تحب المغامرة في تجارب جديدة إلا فيما ندر، إلا أنه مازال هناك أمل في أفلام السينما المستقلة بأن ينقذونا من الأفلام التجارية للسبكي وأمثاله، ولكن لابد للدولة أن تتدخل وتعاون السينما الجادة، فتردي الثقافة سببه في الأساس يرجع إلي تردي منظومة التعليم وانهيارها، فالتعليم ليس دوره تعليم القراءة والكتابة فقط، وإنما السلوك والحضارة والإنسانية، فجميع الأمراض الاجتماعية الموجودة حاليا هي نقص تعليم".
الرواية تعيش علي مر الأزمان، وكما يقال دائما "التاريخ يعيد نفسه"، فبعد سنوات من كتابته لرواية "يوم غائم في البر الغربي" التي قال فيها "الدين لا يحدث فرقا بين الناس..الغباء هو الفارق"، يؤكد قنديل أن ذلك ينطبق تماما علي الوضع الحالي: "نحن نعيش معا مسلمين ومسيحيين، ولكن يأتي أناس أغبياء يظنون أنهم أوصياء علي الدين، وأنهم سيعيدون تعليم الكون كله، لأنهم الوحيدون الذين يحدثهم الله، فيبدأون فرض أنفسهم علي الآخرين بأن يحكموهم أو يقتلوهم أو يحاكموهم، مثل تجربتنا مع الإخوان، الذين ظنوا أنهم قادمون لنشر الإسلام في مصر، كأننا في عصر الجاهلية أو كفار، فالعقلية الضيقة هي التي تخلق التعصب".
في النهاية، محمد المنسي قنديل لا يريد سوي أن ننقذ أنفسنا من مستنقع السلبية الذي نعيش فيه، فيقول: "نحتاج فقط إلي من يحكمنا بشكل جيد لإخراج أفضل ما فينا، حتي الآن مصر لم تجد الحكم الجيد الذي يليق بها، نحتاج لمن يفكرون خارج الصندوق والشعارات والمصالح الشخصية، حتي يرسموا لمصر خطة تنجو بها من الوضع المزري الذي نعيش فيه".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.