تطرقت بعض الأفلام والمسلسلات الدرامية خلال تاريخ الفن فى مصر ومنذ أفلام الأبيض والأسود لشخصية مصمم الأزياء، وإلى جزء ليس بقليل من عالم الموضة، ولعل الأفلام العالمية كانت أكثر مصداقية فى مناقشة حياة مصمم الأزياء عكس المصرية، فناقشت الأولى شخصية مصمم الأزياء بأشكال متنوعة بين السير الذاتية لمصممين مشاهير مثل الفيلم الذي استعرض حياة «كوكو شانيل» مؤسسة علامة «شانيل» الفرنسية الشهيرة، أو بعض الأفلام التي تطرقت إلى عالم الموضة باعتبارها مجال عمل واحد من أبطال العمل. جميعهم مثل فيلم «We Margiela» الذي ناقش القصص والعمليات الإبداعية وراء دار الأزياء الفرنسية «مايسون مارتن مارجيلا»، أو فيلم «Versace» الذي جاء من بطولة أنطونيو بانديراس واستعرض قصة حياة جياني فيرساتشي مصمم الأزياء الإيطالي ومصمم العلامة التجارية الشهيرة «فيرساتشي»، وغيرها من الأفلام مثل «Dries»، وهو الفيلم الذي اقتحم عالم مصمم الأزياء البلجيكي فان نوتن، وهي المرة الأولى التي يسمح فيها المصمم الخجول للكاميرا بأن تدخل عالمه. وعلى مستوى الأفلام المصرية - ومنذ الأبيض والأسود - كانت شخصية مصمم الأزياء دائما ما تدور حول كونه «زير نساء» أو شخصية غير سوية، فنرى في عام 1968 رشدي أباظة يجسد شخصية «كوكو» في فيلم «بابا عاوز كده»، ليتحول من الشاب كمال الخجول الذي يرتبط بزميلته في الجامعة نادية، والتي جسدت دورها سعاد حسني، والتي تسافر مع عائلتها وتقضى عدة سنوات خارج مصر بعد ان يعدها كمال بإنتظارها, وفى خلال فترة سفرها يتغير كمال ويصبح «كوكو» مصمم الأزياء المشهور وتعدد علاقاته النسائي ويتحول الشاب من خجول إلى «كوكو زير النسائية» والمغرمة به الحسناوات، ليحل مكانه محمد عوض كمصمم أزياء في الفيلم نفسه. ومنذ تلك اللحظة استطاع رشدي أباظة أن يرسخ في الأذهان شخصية مصمم الأزياء «زير النساء»، ليعود بنا في هذا العام الفنان حسن الرداد في تلك الشخصية، لكنه استطاع أن يمزج في هذه الشخصية بين «كوكو» في فيلم «بابا عاوز كده» وبين شخصية «مراد سالم» في فيلم «الزوجة 13»، مقتبسًا اسم الفيلم ليحوله إلى «الزوجة 18» والتي يختص فيه بتعدد زيجاته وأنه «زير نساء»، علاوة على أنه مصمم أزياء نفس شحصيته في «كوكو» عاشق الحسناوات.. ولعل دخول الرداد الذي يقوم بدور «حمزة الجبالي» عددًا من العلاقات الغرامية وتتعدد زيجاته التي تصل إلى الرقم 18 مثلما حدث مع الفنان الراحل رشدي أباظة في فيلم «الزوجة 13» إلا أن الحبكة الدرامية أيضا مقتبسة بأن تأتي «الزوجة رقم 18» لتقلب حياته رأساً على عقب والتي تقوم بدورها ناهد السباعي التي كشفت عن شخصيتها المهتمة بعالم الموضة والأزياء أيضًا. ولعل رمضان 2019 ممتليء كثيرا باللعب حول تلك الشخصية فنجد مباراة فنية بين وفاء عامر «فريدة عسل» وبين ياسمين صبري «داليدا» وكيف جاء الصراع بينهما في دائرة النفسنة، وكيفية تقبل مصمم الأزياء ذات التاريخ الطويل بوجود شباب جدد لهم طموحات في عالم الموضة، ولعل مسلسل «حكايتي» نقل جزء كبير من أرض الواقع الخاص في عالم الموضة وما يحدث فيه من صراعات إلا أنه لم يكشف جوانب أخرى في هذا العالم كان من أهمها التصميمات الخاصة بمصمم الأزياء وكيف أبدع في إخراج قطعة مختلفة تركزت على وضع معايير جديدة في اتجاهات الموضة وركزت أكثر على الحياة الشخصية والمجتمعية لكلتا المصممتين.. وعودة إلى الوراء فلم ننس تصريحات ياسمين صبري في برنامج «صاحبة السعادة» مع إسعاد يونس التي أكدت على حلمها بأن تكون مصممة أزياء وتطلق خط إنتاج للأزياء تحت اسمها، ولعل هذه الأمنية وأن لم تتحقق على الواقع، فاستطاعت تحقيقها في شخصية «داليدا». دنيا سمير غانم تطرقت إلى عالم الموضة بشكل مختلف كثيرا ولأول مرة يناقش في عمل فني في دور «لهفة» داخل مسلسل «بدل الحدوتة ثلاثة» وبالأخص في القصة الثانية، من خلال تجسيد شخصية «فاشونيستا» أو «فاشون بلوجر - مدونة موضة» وهي مهنة استطاعت العديد من الفتيات أن تمتهنها وتربح منها أرباحا خيالية في الفترة الأخيرة من خلال عمل إعلانات على صفحتها التي تضم العديد من المتابعين التي تتخطى حاجز الملايين، وهو أسلوب جديد على «إنستجرام» يستطيع من خلاله المعلن جذب المتابعين إلى منتجه عن طريق العالم الأفتراضي الذي يتابع وعن كثب مدونته الخاصة. في مقابل شخصية «لهفة» جسدت سارة عبد الرحمن دور «عليا» مدونة موضة أيضا يجمعهما التنافس على «إنستجرام» من خلال «الفولو»، خاصة بعد إعلان المسابقة التي كان يقيمها مسيو لوران «سامو زين» الذي جسد دور مصمم أزياء أيضا لاختيار إحداهن لنشر مقال عنها بمجلة فرنسية شهيرة يعمل كرئيس تحريرها، وذلك بعدما كشفت عليا أن «لهفة» ترتدي فستانًا يخصها سرقه «مظهر - أحمد رزق» من منزل «عليا»، وبالرغم من خسارة «لهفة» إلا أنها تمكنت من أن تكسب مزيد من المتابعين عن طريق دعم «مسيو لوران» لها على السوشيال ميديا، والذي كشف أنه في الحقيقة اسمه «جابر» وأنه مصريًا وليس لبنانيًا. فراس سعيد أيضا قدم شخصية «رشدي» مصمم الأزياء في رمضان 2019 من ضمن أحداث مسلسل «ابن اصول» والذي يريد الزواج من والدة حمادة هلال خلال المسلسل، التي تجسدها الفنانة السورية سوزان نجم الدين، لكن والدها الذي يجسد دوره الفنان أحمد حلاوة يعترض على علاقة ابنته بمصمم أزياء ويحاول جاهدًا عرقلة إتمام هذا الزواج. وبالنظر إلى علاقة الفن بتجسيد شخصية مصمم الأزياء نجد العديد من الشخصيات التي قدمت على مدار الأعوام السابقة فجميعنا نتذكر شخصية «هادي سرحان» مصمم الأزياء الذي كان يعشق كل ما هو جميل في أحداث مسلسل «هبة رجل الغراب»، والتي قام بتجسيدها الفنان محمد سليمان والتي اخذت جانب التمايل والحديث مثل النساء من كثرة التعامل معهن. أيضا مسلسل «الزوجة الرابعة» وهو بطولة مصطفى شعبان الذي جسد شخصية «فواز الصياد» زير النساء، والذي بدأ مع أبيه في مصنع صغير للأزياء بحي شعبي إلى أن وصل به لعدة مصانع لأشهر مصمم أزياء عربية. اللبنانية نادين نجيم جسدت أيضا شخصية مصممة أزياء في مسلسل «ياريت» مع النجم السوري عابد الفهد، وكانت شخصيتها مركبة لكنها تركزت أيضا على الحياة الاجتماعية والفن الذي كان يرسم خيالها في الحب وأيضا في الخيانة التي ارتكبتها مع فنان تشكيلي يجمع بينهما الخيال. العديد من النجوم قدموا أدوارا لمصمين أزياء مثل داليا البحيري والتونسية عائشة بن أحمد وغيرهن، إلا أن جميعها جاءت شخصيات غير سوية وبعيدة عن الحياة التي يعيشها المصمم في دائرة عالم الموضة والتي خرجت عن الإبداع والحياة الحقيقة لمصمم الأزياء.
