"عندما يكون الإهمال وحده سبباً في إزهاق روح طفلة بريئة لا ذنب لها لابد أن تكون هناك وقفة، فمصيدة الإهمال الجسيم لا تفرق بين طفل صغير او شخص كبير ولم يعد أحد يأمن على أطفاله حتى في اللعب واللهو سواء في الشارع او داخل فناء المدرسة فلا فرق، النهاية حتماً واحدة، وهو ما حدث مع الطفلة مريم التلميذة بالصف الخامس الابتدائي بإحدى مدارس مدينة زفتي، التفاصيل في السطور القادمة" الطفلة مريم عبد العزيز أبو ليلة تبلغ من العمر 10 سنوات، هي تلميذة مجتهدة في الصف الخامس الابتدائي بمدرسة قاسم أمين الابتدائية بزفتى ، اعتادت الذهاب لمدرستها كل يوم بانتظام، تتسم مثل قريناتها بالبراءة المعهودة والشقاوة المقبولة ويحبها جميع زملاؤها وكذلك المدرسين والعاملين بالمدرسة، فهي وحيدة أمها وفقدت والدها منذ نحو ثلاث سنوات، بينما كانت تستعد الطفلة مريم للذهاب لمدرستها بمدينة زفتى بعد أن قامت والدتها بتجهيز حقيبتها وأعدت لها السندوتشات التي تحبها ومعها قطعة الحلوى وزجاجة المياه كالمعتاد وودعتها. كان القدر في انتظارها داخل عتبات المدرسة فلم تكن والدتها تدرى انها المرة الأخيرة التي سوف تراها فيها. دخلت مريم الفصل مع زميلاتها، ثم دخلت مُدرسة التربية الفنية وراءهم واصطحبتهم لفناء المدرسة من أجل الحصة وانشغلت عنهم وتسلل مجموعة من التلاميذ إلى حديقة رياض الأطفال الملاصقة لفناء المدرسة وتخطوا السور الحديدي للهو بالملاهي المُغلقة، دخلت الطفلة مريم مع باقي زملائها تلهو هي الأخرى بعد أن تسلقت السور وتوجهت ناحية إحدى المراجيح المعطلة واستقلتها هي وإحدى صديقاتها والفرحة تغمرهما، لكن أحد زملائها قفز خلفهما وحاول جذبهما للنزول من الأرجوحة التي لم تتحمل وزنهم جميعاً لكونها مكسورة فوقعت بهم وتمكنت صديقتها من إنقاذ نفسها بسرعة لكن مريم وقعت على الأرض وسقطت فوقها الأرجوحة فأصابتها في رأسها وصدرها وفقدت الوعي تماماً فصرخت صديقتها وتجمع المدرسون والعاملون في المدرسة محاولين انقاذها، حمل بعض المدرسين الطفلة وتوجهوا بها لمستشفى زفتي العام في محاولة لإنقاذها وظلت في غرفة العناية المركزة يحاول الأطباء بذل كل جهودهم لإنقاذها لكنها لفظت أنفاسها الأخيرة لتدفع وحدها ثمن الإهمال . تلقى اللواء طارق حسونة مدير أمن الغربية إخطارا من مأمور مركز زفتي بورود بلاغ من المستشفى العام بوصول التلميذة مريم عبد العزيز بالصف الخامس الابتدائي إلى طوارئ المستشفى مصابة بكدمات وسحجات في أماكن متفرقة من جسدها ووفاتها وعلى الفور انتقلت القيادات الأمنية إلى مكان الواقعة برئاسة الرائد أحمد سامي مصلح رئيس فرع البحث الجنائي بمركزي زفتي والسنطة وتبين أن الطفلة أصيبت أثناء لهوها برفقة زملائها بساحة فناء المدرسة أثناء حصة التربية الفنية ونزول جميع الطالبات للهو بساحة حديقة فناء المدرسة حتى وقع الحادث الأليم . وفور علم اللواء مهندس هشام السعيد محافظ الغربية بالواقعة قرر إحالة مدير المدرسة ومُدرسة التربية الفنية ومُشرف المدرسة إلى النيابة العامة وإيقافهم عن العمل لحين الانتهاء من التحقيق ووجه منير أبو العزم وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بصرف مبلغ 10 آلاف جنيه لأسرة الطفلة الضحية . " أخبار الحوادث " انتقلت لمكان الواقعة واستمعت لأقوال بعض شهود العيان عن تفاصيل ما حدث فأكد أحد أولياء الأمور أن الحادث ليس الأول من نوعه ويكشف حجم الإهمال والقصور الوظيفي في المدرسة فمدير المدرسة في دورة تدريبية والمشرفون لم يلاحظوا ان تلاميذ الفصل بالكامل تركوا فناء المدرسة متسللين إلى مراجيح روضة الأطفال متسائلاً ما سبب تواجد الأطفال في فناء المدرسة من الأساس فهم في حصة تربية فنية حسب جدول الحصص . وتضيف التلميذة أمينة غنيم زميلة مريم بنفس المدرسة المنكوبة أن مراجيح الحضانة متهالكة ومتكسرة ومنذ فترة أصيب تلميذ آخر بسيخ حديدي جرحه جرح كبير وتم عمل عملية له بالمستشفى .