أوضح البروفيسور »رانجوبال راو» مدير المعهد الهندي للتكنولوجيا أن هناك اتصالات لتأسيس فرع للمعهد بالقاهرة ليكون قاعدة تكنولوجية تنتقل فيما بعد الي المنطقة العربية.. وأشار »راو» إلي تأسيس برنامج للزمالة بموجبه تكون هناك 500 منحة مجانية للدراسة بالمعهد وهناك اهتمام كبير بوجود طلبة مصر من خلال هذه المنحة. • كيف يدعم منتدي التعليم العالمي في مصر أوجة التعاون بين مصر والهند؟ - هناك اتصالات امتدت علي مدار عام كامل بين الجانبين في محاولة لتأسيس فرع للمعهد الهندي للتكنولوجيا بالقاهرة ليكون قاعدة تكنولوجية قد تنتقل فيما بعد للمنطقة العربية. ولكن بما أننا مؤسسة حكومية بالأساس غير هادفة للربح، وهي من أفضل المؤسسات التكنولوجية بالهند، فمثل هذا القرار يكون قرارا حكوميا صرف ويتخذ علي أعلي مستوي. ولكننا حتي الآن توصلنا لتأسيس برنامج للزمالة بموجبه تكون هناك 500 منحة مجانية للدراسة بالمعهد للدراسين الأجانب للحصول علي درجات الماجستير. وبالتالي هناك اهتمام بوجود طلبة مصريين خلال هذه المنحة وطلبنا من القنصلية الإعلان عن هذه المنح التي سيبدأ التقديم لها بحلول مايو أو يونيو المقبل ويمكن التقديم لها من خلال موقعنا الالكتروني. هل هناك طلبة مصريون بالفعل يدرسون بالمعهد؟ - هناك فقط 158 طالبا اجنبيا بالمعهد سنضيف لهم العام الدراسي القادم 500 طالب، من هؤلاء طلبة مصريون ولكن للأسف عددهم قليل للغاية لا يتعدي العشرة طلبة ونحن نتطلع لزيادة هذا العدد في المستقبل. ومتي تبدأ الدراسة بفرع مؤسستكم بالقاهرة؟ - كما قلنا في السابق هذا قرار تتخذه الحكومة الهندية علي أعلي مستوي، ونحن رفعنا الأمر لهم وأشرنا لأهمية هذه الخطوة ولكن لازلنا بانتظار الموافقة عليها التي تأتي من خلال جهود سياسية ودبلوماسية بين الحكومتين قد تأخذ المزيد من الوقت خاصة أنها ستكون سابقة هي الأولي من نوعها في تاريخ المعهد. لكن في هذه الأثناء نحن نبني خطوات فعالة في هذا الطريق من خلال برامج التبادل الطلابي والبحث العلمي المشترك حتي نكون علي أتم استعداد لافتتاح فرعنا بالقاهرة عندما تتخذ الحكومة قرارها بهذا الِشأن. كما أننا مهتمون للغاية بالتعاون مع المعاهد المشابهة والجامعات في القاهرة حيث إننا ليس لدينا الخبرة الكافية بنظم الجامعات المصرية حتي ننتهي الي الخطوة الأهم وهي تأسيس فرع لجامعة هندية بالقاهرة. وخلال زيارتي للقاهرة سأقوم بتوقيع عدد من مذكرات التفاهم مع جامعات مصرية وزيادة عدد دارسي الماجستير المصريين بالهند الي 50 أو 60 طالباً ويستطيعون التقدم بطلباتهم عبر الموقع الالكتروني للمعهد مايو المقبل. ما الموضوع الرئيسي الذي تركز عليه ورقتك البحثية للمؤتمر؟ - التركيز علي التغيرات التي طرأت علي التعليم العالي في العالم خلال السنوات القليلة الماضية، فحتي وقت قريب كان التعليم الجامعي يعني بالطبع تدريب الطلبة وإعطاءهم درجات علمية ثم القيام بأبحاث ونشرها في المجلات العلمية المختلفة، ولكن هذا الأمر تغير كثيراً الأن، فالعالم يتوقع منا أن نقدم حلولاً حقيقية للمشاكل الحياتية وليس فقط نظريات علمية. وبالتالي هذا يتطلب اسلوبا مختلفا تماما للتفكير، فمجرد الانتهاء من كتابة بحث والتفكير في البحث التالي لن يساعد كثيراً علي أرض الواقع. لذلك نحتاج للتواصل اكثر مع المجتمع للتعرف علي المشكلات التي تواجهه ومحاولة الوصول لحلول لها. ما هي الخصائص الأساسية التي يهتم المعهد الهندي للتكنولوجيا بأن تتوافر في خريجيها؟ - أعتقد أن أول وأهم هذه الخصائص هو أن يكون الخريج قادرا علي التعلم طوال الوقت، فنحن نتبع منهجاً غاية في التعقيد، والامتحانات تكون لقياس ما فهمه الخريج مما درسه هنا وليس ما استطاع حفظه. فالتعليم أصبح يتغير بسرعة مذهلة والمعلومات متوفرة في كل مكان فلذلك يجب أن يكون الخريج في سعي دائم للتعلم والبحث. علي سبيل المثال مجال الذكاء الاصطناعي لم يكن موجوداً منذ خمس سنوات فقط، والآن هو مجال في غاية الأهمية ولذلك يجب ان ننمي دائما القدرة علي التعلم. الأمر الآخر الذي نحاول ان نعلمه للطلبة هو كيفية إنشاء شركاتهم الخاصة والقدرة علي إدارتها وإنجاحها ليكونوا هم أنفسهم مصدرا لخلق فرص العمل وليسوا باحثين عن وظيفة.وبالفعل قام خريجونا بإنشاء ما لا يقل عن 300 شركة ناجحة حتي الآن، ومنها اصبحت شركات معروفة وتمتد فروعها في كل أنحاء العالم. ومن هذه الشركات ال300 هناك 9 شركات يبلغ رأس مال كل منها مليون دولار. ولذلك نحاول تغيير نمط تفكير طلابنا من البحث عن وظيفة الي التفكير ببدء مشروع يوفر فرص عمل. أصبحت الهند الآن قوة عالمية تكنولوجياً لا يستهان بها.. فما التحديات التي تواجه البحث العلمي في الهند؟ - هناك بالطبع العديد من التحديات ولكن أهمها بالقطع هو مسألة التمويل وهو الأمر الذي حاولت الحكومات المتعاقبة العمل علي حله، ولكن بالطبع ان يتم الاقتطاع من تمويل أي من البرامج الاجتماعية علي سبيل المثال لضخها في تمويل التعليم كان ولايزال صعب التنفيذ سياسياً. ومع ذلك أعتقد أن الهند لا توفر الميزانية الكافية للتعليم العالي، فقط 0.6% من ناتج الدخل القومي ينفق علي التعليم العالي. والقطاع الصناعي الحكومي ينفق ما يقرب من0.2% ايضاً علي التعليم العالي. ولذلك يجب ان ترتفع هذه النسبة علي الأقل الي 2-3%. وهو الأمر الذي تناقشه الحكومة الحالية، وبعد الانتخابات نأمل ان تواصل الحكومة القادمة بحث هذا الأمر. كخبير في تطبيقات النانو تكنولوجي، ما هي أحدث تطبيقاته التي وصل إليها البحث العلمي؟ - بعد 18 عاماً من بداية البحث في مجال النانو تكنولوجي أصبح بفرض وجوده علي العديد من المجالات مثل انتاج نسيج مضاد للبكتيريا ومضاد للبقع (سهل التنظيف) وطلاء السيارات مضاد للخدش. كما أصبح هاماً جدا في مجال الزراعة حيث تم ابتكار اسمدة يمتصها النبات بصورة أفضل ويحتاج لكميات أقل منها، هذا بالطبع بخلاف استخداماته في مجال علاج السرطان التي تطورت بشكل كبير. وأخيرا ما هي أهم الأماكن التي تعتزم زيارتها في القاهرة؟ - بما أنها زيارتي الأولي لمصر فأنا متحمس جدا لزيارة الأهرامات.