عن دار الشروق صدرت مؤخراً طبعة جديدة من رواية "عائشة" للكاتب التونسي البشير بن سلامة، وهي ضمن رباعيته "العابرون" وجاء ترتيبها كالتالي :عائشة ،عادل ،علي ،الناصر،. وتدور أحداث الرباعية في القرن السابق علي استقلال تونس، متناولة تاريخ عائلتين اختار الكاتب من بين أفرادها أربع شخصيات، وهي بأبطالها وشخوصها العديدة تعد نوعاً من التاريخ الروائي للمجتمع التونسي في تلك الفترة المهمة. تحكي رواية "عائشة" الواقعة في 180 صفحة من القطع المتوسط، حكاية عائشة التي ولدت لأب انتقل حديثاً من الفقر والضعف إلي الغني والسلطة عقب ارتباطه بالحكام التونسيين. لكن الحياة الناعمة لم تدم وانقلبت رأساً علي عقب مع هجوم الاحتلال الفرنسي، فغيّر نفسيات البشر وعلاقاتهم. ويقترب الراوي في هذا العمل من شخصية عائشة، فيسرد قصة حبها لسالم وفقدها عذريتها لتظل رهينة الخوف، الذي يقدم وجهاً آخر للمجتمع، حتي تأتي لحظة الزواج من خالد في هذا العمل، يمكن أن نقرأ عن الأنثي صانعة الأحداث وراوية الحكايات التي تتخفي عادة وراء الرجال. كذلك نقرأ صورة الأب الذي يكبر وتعتليه الشيخوخة بضعفها وجبروتها من ناحية أخري. وفي الخلفية، نجد عائشة وإخوتها حيث يكبرون مع تطور الحكي. شرير الصويم عن الدار العربية للعلوم صدرت مؤخراً رواية "ذاكرة شرير" للروائي السوداني منصور الصويم الحاصلة علي جائزة الطيب صالح للرواية في عام 2005. يرسم فيها الصويم بورتريها ملوناً، واسع الآفاق، ولكن غير مزخرف للسودان المعاصرة؛ عبر عمل تميز ببنية روائية تكشف عن مهارة عالية المستوي في استخدام آليات صياغية، احتوت مضموناً حكائياً حاملاً قضايا مصيرية وإنسانية ذات أبعاد تاريخية، وجغرافية، وثقافية، تمثل عصر ما بعد الانفتاح. ولجأ الروائي إلي تقنية سرد اعتمدت علي تداعي الأفكار والتلاعب بالزمن عبر تقديمه وتأخيره بانسياب ودون تعقيد، ليأخذ القارئ إلي عالم المهمشين، عالم يحمل النقيضين "الثراء الفاحش" و"الفقر المدقع". تبدأ الرواية ب "آدم" أو "آدمو" الذي يفقد أمه وهو طفل، فتحضنه النساء المتسولات ليعتنين به، ويستخدمنه أداة استجداء أكثر فاعلية. وهنا تدور ذاكرة آدم كسحي الطفل، قبل أن تضيع في متاهة ذاكرة الآخرين حيث يتناقلونه وكأنه ملك مدفوع الثمن. وتنتشله الذاكرة من امرأة إلي أخري، بداية من أمه "مريم كراتية" المرأة الجميلة والفاتنة، ثم وهيبة.. الأم البديلة والمتسولة، وهنا تسترخي ذاكرة البطل، وهي تتشكل علي مهل، علي صوت ثرثرة النساء الأخريات. اللاتي دربنه علي "فنون التسول، وأساليبه الأكثر قدرة علي استخلاص المال. أجنحة الفراشة ضحي عن الدار المصرية اللبنانية صدرت مؤخراً رواية الكاتب محمد سلماوي بعنوان "أجنحة الفراشة"، الرواية تنشغل بموضوع الحراك السياسي الذي تشهده البلاد، من خلال مصائر شخصياتها المتقاطعة، كما يخبرنا البيان الصحفي المرفق بالكتاب. حيث تقدم لنا مجموعة من الأشخاص التي تسير في خطوط متوازية ويربط بينها جميعاً تيمة البحث عن تحقيق ذواتها. فنجد من ناحية ضحي والدكتور أشرف والعلاقة الفكرية والعاطفية التي تنمو بينهما فتحدد مسار حياة كل منهما، كما نجد من ناحية أخري أيمن وشقيقه عبد الصمد ومحاولة كل منهما البحث عن مستقبله، وفي مقابل هذا تتشكل الحركات السياسية المطالبة بالتغيير وتنتشر المظاهرات في كل مكان، وحين يصل الوطن إلي الخلاص من حكم الحزب الفاسد المتسلط يكون أيمن قد عثر علي أمه التي يبحث عنها وتخلصت ضحي من زواجها الفاشل المفروض عليها فتتحول _ علي حد قولها - من يرقة رخوة إلي فراشة جميلة قادرة، هي والوطن، علي التحليق في عنان السماء, ومن أجواء الرواية: "حلمت ضحي بأشرف في نومها في الوقت الذي حلم هو بها في يقظته. حلمت بأن الحياة أصبحت جميلة وزال القبح الذي كان يسيطر علي كل شيء من حولها. الحياة السياسية كانت قبيحة وحياتها الخاصة كانت قبيحة والشوارع والبيوت والمحلات التي كانت تضارع في جمالها أكبر عواصم العالم كانت هي الأخري قبيحة. جاليريا الريماوي عن دار فضاءات للنشر والتوزيع صدرت حديثاً الطبعة الثانية من المجموعة القصصية (جاليريا)، للقاص ناصر فالح الريماوي، تقع المجموعة في 255 صفحة من القطع المتوسط، وصمم غلافها الفنان نضال جمهور. وزع الكاتب قصصه علي خمسة أقسام: الأول تحت عنوان (الطفولة مزمنة) ويحتوي علي خمس قصص، وفيها يسكن السارد أمكنة لها من القيمة النفسية الكبيرة في تشكيل شخصيته، ويمكن تسميتها مهد الطفولة المترع بالحنين، والذي يؤشر إلي علاقات متشابكة العواطف، وحميمية عالية مرتبطة بالمكان بكل جزئياته، من الحارات القديمة والزقاق والنوافذ الضيقة التي تطل علي أحلام طفولية تدل علي يقظة مبكرةٍ بالأشياء، والثاني بعنوان (الغرباء) ويضم ثلاثة قصص هي: الرحيل، علي هامش الحب، موت لم يكتمل، ينتقل فيها الكاتب إلي مرحلة نضوج الفكرة واختمارها من حيث بلوغ الشخصيات سنّاً متقدا بالأحلام، تحب وتكره وتتخذ القرار الذي تراه مناسباً. والثالث بعنوان (من سيرة الأيام) ويتضمن أربع قصص هي: (البحث عن طارق لحمادي)، (عقدة ذنب)، (قهوة ليس أكثر)، و(اللقاء الأخير) والرابع بعنوان (تداعيات الربوة المعتمة) ويتضمن قصتين: (اللوح المحفوظ) و(خازن الربوة). والخامس بعنوان (انكسارات صباحية) ويضم 12 قصة من نوع القصص القصيرة جدا محجوب والحفر بيد واحدة عن دار إيزيس للإبداع والثقافة، صدر ديوان "الحفر بيد واحدة" للشاعر سامح محجوب. ويضم الديوان 16 قصيدة، أهدي القصيدة الاولي لشاعر محمود درويش وعنونها "علي إيقاع ضحكته يمشي". ومن عناوين القصائد الأخري "هي رقصة عيش لا أكثر" "سورة الإنسان" "حين تراك تراك" "وردة في عروة الوقت" "غواية" "أم بسيف يبدأ النص". ومن أجواء الديوان : ألقاك صباحاً في الميدان\ حاذر من شيئين\ من ساق امرأة هيفاء\ تترك مجهدة\ من غرف الأعراب المخصيين\ وقراءة إعلان الشعر الناعم\ فوق عمارات الأوقاف\ حاذر من قدميك\ من نزف جروحك\من وقتك حين يجف\علي الأعراف. وفي قصيدة أخري يقول الشاعر:إن مات السيد\ قام السيد\ نحن عبيد السيد\ وابن السيد\ فليحيي السيد في الأرضين\ في القصر العالي\فوق رقاب الأنهار\فوق رقاب الأزهار\فوق الفوق. صدر لمحجوب من قبل ديوان جماعة اليقظة الأدبية، وديوان "لا شيئ يساوي حزن النهر". كما حاز درع الجامعات المصرية في شعر الفصحي ودرع أمير الشعراء أحمد شوقي، وفاز بجائزة دار الأدباء عن افضل قصيدة عام 2003. بكل طفولة البهاء حسين\ "بكل جسدي.. بكل طفولتي" هو عنوان ديوان الشاعر البهاء حسين الصادر مؤخراً عن دار العين للنشر. قصائد الديوان مكتوبة في الفترة من يناير 2005 إلي نوفمبر 2007، وهي علي التوالي "ببطء باتجاه المقابر"، "البيت"، "موت دجاجة"، "قد تكون النافذة أختاً"، "الخالة روحية"، "كأنني أتذكر"، وأخيراً "وحده في البيت". القصائد تنشغل بأنسنة المفردات القريبة منا، مثلما في قصيدة "قد تكون النافذة أختاً" مثلاً، والتي تتخذ القصيدة من القطارات محوراً لها، "طالما صرتُ قطارات، في اتجاهات متناقضة/ رأيت كل المحطات التي تشبه الأرامل/ إلي حد بعيد/ لكنني لم أكن أقوي علي مصارحتها/ بهزائمي"، كما تحكي الذات الشاعرة عن خبرتها في التهرب من الكمساري "أحب التهرب منهم/ من غير تأنيب/ لأن الله لن يهتم بمثل هذه الأمور"، وفي قصيدة "موت دجاجة" يكون المحور هو التماهي بين الدجاجة والذات الشاعرة "كم رأيت أمي وهي تطعم الكتاكيت/ فرحانة، إذ يفقس لها كتكوت أو يشرع بالتحرك/ لكن دجاجتي/ فشّت علي غير توقع من أمي/ من وقتها صرتُ أعرج/ قدم تجري وقدم تغوص في التراب".